تعد الخزينة بمثابة الجهاز العصبي المركزي الذي يتحكم بكفاءة في الشؤون المالية للشركة، ويسهم في تحقيق أهدافها الاستراتيجية على المدى الطويل؛ لذا فإن للخزينة دورًا محوريا وحيويًا في نجاح الشركات ونموها المالي المستدام، لا سيما في ظل تطور الأعمال والتحديات الإقتصادية العالمية المتغيرة.
تطور أدوار الخزينة
تاريخياً، تطور دور الخزينة من التركيز على عمليات إدارة السيولة فقط إلى دور استراتيجي يتعلق بإدارة وهيكلة رأس المال العامل بكفاءة، وتحليل البيانات المالية لاتخاذ قرارات أكثر حكمة، وتعظيم كفاءة التدفق النقدي، والتحوط ضد المخاطر المالية المرتبطة بالعملات الأجنبية وأسعار السلع وأسعار الفائدة، والتخطيط الاستراتيجي طويل الأجل.
كما شمل تطور هذا الدور التواصل الفعال مع المستثمرين وإدارة العلاقات المصرفية، وضمان الحصول على أفضل شروط التمويل، والاستفادة من التقنيات المالية لتعزيز الكفاءة والابتكار.
حيث يتمثل الدور المحوري للخزينة في تحقيق التوازن الأمثل بين توفير السيولة اللازمة لتلبية الالتزامات المالية وإدارة المخاطر المرتبطة بذلك. ومن خلال الإدارة الفعالة للنقد والاستثمارات وهيكلة رأس المال، تُسهم الخزينة في تعزيز الربحية، وتقليل تأثير التقلبات الاقتصادية، وزيادة قيمة الشركة.
إنجازات قطاعات الخزينة في الشركات السعودية
على الصعيد المحلي تتجه الشركات السعودية بشكل متزايد نحو الاستفادة من الأدوات المالية والاستثمارية التي تدعم جهود إدارة الخزينة في تحقيق الاستقرار والقوة المالية، ويظهر هذا بشكل خاص في قطاعات مثل التقنية، النفط والغاز، العقارات، والصناعة، حيث يبرز أثر إدارة الخزينة ودوره الحاسم في تحقيق العوائد المالية.
واستبان بجلاء ما لأدوات استثمار التدفق النقدي من أثر فعال في أداء الشركات مالياً. ويُعدّ تمكين أدوات مثل الودائع لأجل -للاستفادة من التدفقات النقدية- من أهم هذه الممارسات؛ فعلى سبيل المثال: كان الدور النشط لخزينة أرامكو في الودائع الزمنية والاستثمارات قصيرة الأجل الفضل في تحقيق أرباح تقدر بــ 25.6 مليار ريال سعودي خلال عام 2023، وفقاً لتقريرها السنوي لعام 2023.
وكذلك الأمر في المجال التقني، فعلى سبيل المثال، تمكنت شركة جاهز الدولية لتقنية المعلومات -وبكفاءة إدارتها لخزينتها- من تعزيز ربحيتها خلال النصف الأول من عام 2024، حيث تجاوزت أرباح الودائع 60% من صافي أرباح الشركة خلال تلك الفترة، وفقاً لقوائمها المالية.
أساس النمو
ولا تقتصر فعالية إدارة الخزينة على الشركات الكبيرة فحسب، بل تمتد لتشمل الشركات الصغيرة والمتوسطة، ما يعزز من استدامتها وقدرتها على المنافسة. ومن المهم للشركات الناشئة أن تستفيد بشكل كبير من استراتيجيات إدارة الخزينة الخاصة بها؛ لتحسين إدارة تدفقاتها النقدية، وتعزيز الاستقرار المالي. حيث توفر الودائع لأجل نهجًا منظمًا لإدارة الأموال بشكل فعال؛ وهو ما يساعد تلك الشركات على تمديد المدرج المالي أو ما يعرف بالـ(Runway)، كما تسهم إدارة الخزينة الفعالة في الوصول إلى الربحية بشكل أسرع، من خلال هندسة رأس المال العامل، واستغلال التدفقات النقدية، وتعزيز هوامش الربحية؛ عن طريق الودائع لأجل التي توفر عائدا ثابتا يمكن التنبؤ به، دون التأثير على العمليات التشغيلية.
ودائع بين يديك
ختاماً، تقدم منصة ودائع حلاً مبتكرًا لإدارة الخزينة، يجمع بين الكفاءة، والأمان، والمرونة. وذلك من خلال توفير وصول سهل إلى مجموعة واسعة من خيارات الودائع لأجل المتوافقة مع الضوابط الشرعية، وبالتعاون مع جميع البنوك السعودية؛ ما يتيح للشركات استثمار أموالها بمرونة عالية، بدءًا من يوم واحد وحتى 24 شهرًا، ويمكّنها من الاستفادة من عوائد تنافسية لتعظيم العائد على التدفقات النقدية، وبالتالي تحقيق أهدافها المالية بكفاءة، وتعزيز استدامتها المالية، وتعزيز دورها الهام في التنمية الاقتصادية.